علاج قرحة المعدة بالمنظار
القرح الهضمية (Peptic ulcer) هي تآكل بطانة المعدة، مسببة قرحة المعدة (Gastric ulcer) أو تآكل بطانة الإثنى عشر (الأمعاء الدقيقة) بواسطة حمض المعدة والعصارات الهاضمة، وهي قرح مستديرة أو بيضاوية الشكل، وتتراوح حجمها من عدة مليمترات إلى عدة سنتيمترات.
تحدث القرح الهضمية عندما تضعف طرق الدفاع والإصلاح الطبيعية لبطانة المعدة أو الإثنى عشر؛ مما يجعل طبقة المخاط السميكة التي تحميهم أكثر عرضة للتلف والتآكل بسبب العصارات الحمضية، ليحدث جرح في الغشاء المبطن للمعدة والإثنى عشر من الداخل.
سوف نتناول في هذا المقال كل ما يخص استخدامات المناظير الجراحية في تشخيص وعلاج قرح المعدة التي يمكن شفاءها بسهولة، لكنها يمكن أن تصبح شديدة وتتسبب في مضاعفات متعددة في حالات عدم التشخيص الدقيق وتقديم العلاج المناسب.
أعراض قرحة المعدة:
تتعدد أعراض قرحة المعدة وتختلف شدتها، وفيما يلي أكثر الأعراض شيوعًا:
- الشعور بالحرقة أو الألم في منتصف البطن أسفل عظمة الصدر مباشرةً، الذي يوصف عادةً بالوخز. يستمر الألم من بضع دقائق إلى عدة ساعات ويكون أكثر حدة عندما تكون المعدة فارغة، وأيضًا يمكن أن يظهر الألم بعد مرور ساعة أو ساعتين من تناول الوجبات، بسبب إنتاج حمض المعدة كاستجابة للأكل، وقد يحدث الألم أثناء الليل لدرجة ايقاظه المريض من النوم.
- تورم الأنسجة التي تؤدي إلى الأمعاء الدقيقة قد يمنع الطعام من الخروج بسهولة من المعدة؛ لذا قد يتسبب هذا الانسداد في الانتفاخ، التجشؤ، الغثيان أو القيء بعد تناول الطعام.
- عدم الرغبة في تناول الطعام بسبب الألم وبالتالي فقدان الوزن.
- فقر الدم نتيجة حدوث نزيف داخلي، التي تشمل أعراضه التعب، ضيق في التنفس، وشحوب بشرة.
- القيء الدموي والبراز الأسود نتيجة الدم الذي تم هضمه.
أسباب قرحة المعدة:
- عدوى البكتيريا الحلزونية (H.pylori).
- الاستخدام طويل المدى لمضادات الالتهاب غير الإستيرويدية (NSAIDs)، مثل الأسبرين أو الأيبوبروفين أو النابروكسين.
- الأشخاص الذين يدخنون هم الأكثر عرضةً للإصابة بقرح هضمية مقارنةً بالأشخاص الذين لا يدخنون. حتى مع خضوعهم للعلاج تتباطئ عملية التئام القرح مع ارتفاع معدل عودة القرح الهضمية لديهم.
- الإجهاد النفسي قد يتسبب في ظهور قرح.
- وجود نوع من السرطان الذي يفرز هرمون الجاسترين؛ مما يُسبب زيادة إنتاجية أحماض المعدة. تتشابه أعراض القرح السرطانية إلى حد كبير مع غيرها، ولكنها لا تستجيب بشكل جيد للعلاجات المُستخدَمة للقرح غير السرطانية.
تشخيص قرحة المعدة:
يعتمد تشخيص القرح الهضمية على أعراض آلام المعدة وعلى نتائج فحص المعدة باستخدام منظار الجهاز الهضمي العلوي.
يشتبه الطبيب في وجود قرحة عندما يعاني الشخص من الأعراض السابق ذكرها. ومع اختفاء الأعراض بالعلاج الدوائي، يتأكد إصابة الشخص بقرحة.
في بعض الحالات، يُجرى اختبارات لتأكيد التشخيص، خاصةً عندما تقاوم القرحة العلاج ولا تختفي الأعراض بعد بضعة أسابيع من المواظبة على الأدوية الموصوفة، أو عندما يتعدى عمر المريض 45 عامًا أو عند تواجد أعراض أخرى مثل فقدان الوزن، وذلك للتفرقة بين قرحة المعدة وسرطان المعدة لتشابه أعراضهما.
منظار الجهاز الهضمي العُلوي لتشخيص قرحة المعدة:
يستخدم منظار الجهاز الهضمي للمساعدة في تشخيص القرح وتحديد سببها، حيث يقوم الطبيب بتنظير الجهاز الهضمي العلوي باستخدام أنبوب مرن مزود بالألياف البصرية يُسمَّى المنظار الداخلي.
خطوات منظار الجهاز الهضمي:
1- يجب أن يمتنع المريض عن الأكل والشرب قبل العملية بحوالي 6 ساعات .
2- يتم الإجراء تحت تأثير التخدير أو عن طريق رش بخاخ مخدر موضعي في فم المريض لمنع البلع مع استخدام المهدئات الوريدية، ويطلب من المريض الاستلقاء على جانبه الأيسر.
3- يقوم أ.د. أحمد حاتم استشاري جراحات المناظير والسمنة بإدخال منظار المعدة من الفم، وهو أنبوب رفيع مضيئ، وإلى المعدة حتى الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، ثم يتم ضخ كمية هواء صغيرة حتى يتمكن الطبيب من إجراء العملية.
4- تعتمد المدة التي تستغرقها عملية قرحة المعدة بالمنظار على الإجراءات التي يقوم بها الطبيب بالتحديد، ولكنها لا تستغرق وقتًا كثيرًا في المجمل.
استخدامات المنظار في قرح المعدة:
- استخدامات تشخيصية: يقوم الطبيب بالتأكد من وجود القرحة وتحديد مكانها بواسطة المنظار الضوئي. وأيضًا يستخدم المنظار للبحث عن النزيف و أي نسيج يبدو غير طبيعي، كما يتيح أخذ عينة من النسيج لفحصها وتشخيص نوع البكتيريا، ولاستبعاد وجود أورام سرطانية وخاصة في حالة قرح المعدة الكبيرة الحجم.
- استخدامات علاجية: كما يمكن الاعتماد على منظار الجهاز الهضمي في الخطة العلاجية بدلًا من اللجوء إلى التدخل الجراحي في حالات النزيف، لتجنب مضاعفات الجراحة، وذلك من خلال استخدام المنظار الداخلي لكيها لإيقاف النزيف بالحرارة أو لحقن مادة تتسبب في تجلط القرحة النازفة. أيضًا قد يستخدم المنظار لإزالة الزوائد اللحمية.
- اختبارات المتابعة بعد العلاج: قد يتطلب الأمر إجراء منظار هضمي لمتابعة مدى التئام قرح المعدة.
علاجات قرح المعدة:
تختلف أساليب علاج قرحة المعدة اعتمادًا على سبب القرحة وتتلخص في الآتي:
1- المضادَّات الحيويَّة: في حالات تأكد الإصابة بالبكتيريا، يتم علاج العدوى باثنين من المضادات الحيوية، بما في ذلك أموكسيسيلين وكلاريثروميسين وميترونيدازول وتتراسيكلين.
2- الأدوية الخافضة للحمض: التي تمنع إنتاج حمض المعدة.
3- مضادَّات الحموضة: التي تعادل حمض المعدة ولكنها لا تمنع إنتاجه، مثل السوائل أو الأقراص التي تحتوي على كربونات الكالسيوم أو المواد المماثلة.
4- توقف استخدام جميع مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية.
5- الإقلاع عن التدخين: لأن النيكوتين يُعد من مُهيجات المعدة.
6- استخدام المنظار: وذلك للسيطرة على النزيف إن وجد، كما ذكرنا سابقًا.
7- اللجوء إلى العمليات الجراحية: نادرًا ما تكون هناك حاجة لعملية جراحية للقرح لأن الأدوية والمنظار كافيان للسيطرة على الحالة بشكل فعال لدرجة توقف النزيف النشط؛ لذا تستخدم الجراحة فقط للتعامل مع مضاعفات القرحة الهضمية.
مضاعفات القرح الهضمية:
في الحالات التي لم تخضع للتشخيص المبكر والعلاج، تتطور القرح الهضمية إلى مضاعفات قد تهدد الحياة، ومنها الآتي:
1- النزيف: يؤدي النزيف إلى تقيؤ دم أحمر زاهي أو تكتل بني محمر كنتيجة للدم المهضوم جزئيًا وأيضًا يتسبب النزيف في إخراج براز أسود أو براز دموي.
2- الانثقاب: مرور القرح من خلال الجدار وخلق ثقب إلى تجويف البطن؛ مما يعرض المريض لخطر العدوى الشديدة في تجويف البطن. يكون الألم الناتج مفاجئًا، شديدًا وثابتًا.
3- الانسداد: حدوث تورم للأنسجة الملتهبة حول القرحة يؤدي إلى تضييق مخرج المعدة أو الإثنى عشر. قد يتقيأ الشخص المصاب كميات كبيرة من الطعام، بشكل متكرر مع الشعور بالامتلاء بشكل غير عادي بعد الأكل وأيضًا الانتفاخ ونقص الشهية من أعراض الانسداد.
4- السرطان: الأشخاص الذين يعانون من قرح العدوى البكتيرية يصبحون أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة بـ 3 إلى 6 مرات مقارنةً بالأخرين.
منظار الجهاز الهضمي مع أ.د. أحمد حاتم، استشاري جراحات المناظير والسمنة، يتيح تشخيص حالات قرح المعدة والإثنى عشر ومعرفة سبب الإصابة لوضع خطة العلاج الملائمة وأيضًا يساعد المنظار حالات النزيف القرحي حتى لا تتطور الحالة إلى فقد الكثير من الدماء وحدوث مضاعفات لا نهاية لها.
